ها هي الذكريات تطل من عنان السماء ،
ذكرى تلو ذكرى كعنقود إنفرط من شدة ألم الأيام ،
وبجانبها الحزن طبقات متتالية تملأ الفضاء ما بين النجوم ،
إذ بالقلب يصرخ أرحمي أيتها الذكريات جمالي ،
هاجري لاتعودي ، لما تعذبيني ، لن تستطيعي قتل شبابي .
من بين سوائد الليل يطل القمر باكياً من صدي أنين القلب ،
غيوم متلاطمة إذ تحمل في طياتها ويلات وآهات ،
عذابات وجراحات ، بل إنها متعبة من تعب الحال .
من وسط بحر الهدوء تنبعث أصوات الدموع ،
كأنها أصوات شلالات متناثرة تغمر محيط الجبال ،
وأوراق الورود ، تهدم مساكن الطيور ،
فما عاد للربيع جمال ومابقيت حلاوة الأيام .
الأنين يكاد أ يمزق أضلع الصدر ،
والأيدي أوشكت أن تتمزق فما عاد الحال حال .
الجبهة تقابل الأرض ،
وحبات الرمال تريد الأختباء خلف بعضها البعض ،
هرباً من حر الدموع الباكية حزناً ،
الأنفاس لهيبها يحرق كل معاني الأيام .
إذ بالعين تلتفت أسرع من البرق ،
والسمع ينصت لذكر الله ،
والأنفاس تصعد صعدات الراحة التي حلمت بها العيون ،
وتتطوقت لها النفس من سنين .
مع ذكر الله والصلاة علي النبي الأمين ،
جفت بحور الأحزان ،
رحل عالم الأشجان ،
ما عاد في الليل دموع ،
أصبح للطيور ألحان وألحان .
يارب لا تبقي لنا حزناً ولا أي الآم ،
أجعلنا نهدي للدين وسنة النبي الأمين .