شعاع الأمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعاع الأمل

منتدى ارشادي هدفه مساعدة الاخرين وتقديم النصح لهم ، حيث بإمكان اي فرد طرح مشكلة محددة وسوف يتم اعطاء حلول لها بإذن الله من قبل مرشد تربوي ...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أين نحن من غاية الصيام ؟!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هديل-عضو اللجنة الارشادية
Admin
هديل-عضو اللجنة الارشادية


المساهمات : 277
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
الموقع : الاردن -اربد

أين نحن من غاية الصيام ؟!! Empty
مُساهمةموضوع: أين نحن من غاية الصيام ؟!!   أين نحن من غاية الصيام ؟!! Icon_minitimeالجمعة أغسطس 14, 2009 5:57 pm

يأتي علينا رمضان في كل عام ثم يرتحل ، و نحن مازلنا نحوم حول المفطرات ، و نسأل عن المفسدات ، و نعقد الندوات و المحاضرات عن الإعجاز العلمي في الصيام ، و عن فوائد الصيام .. . هذه الأمور جيدة ، و مهم أن يعرف المسلم ماهي الأمور المفسدة لصيامه ، فهذا من التفقه في الدين ، و لكن حتى متى سنبقى في هذه الدائرة ؛ دائرة الماديات و الحسيات ؟ و متى سنتعمق أكثر لنصل إلى إدراك الغاية من الصيام ، و هي إعداد القلوب للتقوى و الشفافية و الحساسية و الخشية من الله ؟ متى سنصل إلى مرحلة أن نخرج من رمضان على غير ما دخلناه ؟ فالأصل في الشعائر التعبدية كما يقول سيد قطب : (( إنشاء حالة شعورية تحكم سلوك المتعبد ، و عليها الاعتماد الأول في تربية ضميره ، و حسن أدائه للعباده ، و حسن سلوكه في الحياة )) .
يقول الإمام الغزالي : (( و للصوم ثلاث مراتب : صوم العموم ، و صوم الخصوص ، و صوم خصوص الخصوص . فأما صوم العموم فهو كف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة . و أما صوم الخصوص : فهو كف النظر و اللسان و اليد و الرِّجل و السمع و سائر الجوارح عن الآثام . و أما صوم خصوص الخصوص فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة ، و الأفكار المبعدة عن الله تعالى ، و كفه عما سوى الله تعالى بالكلية ))
إن المسلم إذا فسد لا يصلح إلا بإصلاح تربيته ، و إصلاح قلبه ، و استحياء شعور التقوى في روحه ، و التقوى هذه هي الغاية المفروض تحققها من الصيام ، قال تعالى : ﴿ يـٰأيُّها الَّذينَ ءامنوا كُتِبَ عليْكُمُـ الصِّيامُـ كما كُتِبَ على الذينَ مِن قَبْلِكُمْـ لَعَلَّكُمْـ تَتَّقونَ ﴾..{ البقرة : 183 } . يقول سيد قطب : (( و هكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم .. إنها التقوى .. فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب و هي تؤدي هذه الفريضة ، طاعة لله ، و إيثاراً لرضاه . و التقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ، و لو تلك التي تهجس في البال ، و المخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ، و وزنها في ميزانه ، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم ، و هذا الصوم أداة من أدواتها ، و طريق موصل إليها ، و من ثم يرفعها السياق أمام عيونهم هدفاً وضيئاً يتجون إليه عن طريق الصيام .. " لعلكم تتقون " .. )) .
و من اللفتات العجيبة التي تؤثر في أعماق النفس في سياق الحديث عن الصيام ، قوله تعالى : ﴿ و إذا سَألَكَ عبادىِ عنّىِ فإِنّىِ قريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ فلْيَسْتَجيبوا لىِ وَ لْيُؤْمِنوا بىِ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدونَ ﴾..{ البقرة : 186 } . فالصائم قريب من الله بضعفه و انكساره ، و دعوته مستجابة كما قال رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، و دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر " [ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 3030 ] .
يقول سيد قطب في ظلال هذه الآية : (( .. أية رقة ؟ و أي انعطاف ؟ و أية شفافية ؟ و أي لإيناس ؟ و أين تقع مشقة الصوم و مشقة أي تكليف في ظل هذا الود ، و ظل هذا القرب ، و ظل هذا إيناس ؟ . إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة ، و الود المؤنس ، و الرضا المطمئن ، و الثقة و اليقين .. و يعيش فيها المؤمن في جناب رضي ، و قربى ندية ، و ملاذ أمين و قرار مكين . و في ظل هذا الأنس الحبيب ، و هذا القرب الودود ، و هذه الاستجابة الوحية .. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له ، و الإيمان به ، لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد و الهداية و الصلاح )) .
إن فهم الصيام على أنه عبادة بدنية و قلبية يجعلنا نخرج من دائرة الأمور المادية المحسوسة و التحليق أكثر في عالم الروحانيات ، فبها تكون حياة القلب و نداوته .
اللهم اجعل رمضان شاهداً لنا لا علينا ، و اجعلنا ممن قبلت صيامه ، و أسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه ، و غفرت زللـه و إجرامه ، برحمتك يا أرحم الراحمين ... اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shoaaalamal.ahlamontada.com
 
أين نحن من غاية الصيام ؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شعاع الأمل :: رمضانيات :: الخيمة الرمضانية-
انتقل الى: