لكل شيء في الكون باعث يبعثه ، فالذي يريد الطب يحفز نفسه بوسائل متعددة لكي يكون طبيبا ، والذي يريد تميزا في تجارة يشحذ همته بما يوصله لما يريد ، وهكذا كل عمل لا بدَّ له من محفز ..
والعبد في رمضان ينشط في تنوعه بين العبادات فتارة يعمل وتارة يكسل ، والذي يحفز على الطاعات عموما هو الإخلاص لله عز وجل ، فهذه عبادة قلبية تحفز للأعمال ، وتقوي العزائم ، وتفتت دواعي الرياء ، فإذا حصل الإخلاص حصلت الطمأنينة ، لأن النفس صدقت في التعامل مع العالم بسرائرنا ( إنما الأعمال بالنيات ) ..
ولعل الصائم يدرك تذكير الرسول صلى الله عليه وسلم في جملة من الأحاديث الرمضانية التي توصي بالعمل مع احتساب الأجر وصلاح النية في ذلك .. تذكر معنى ( إيمانا واحتسابا ) عند الصيام وعند القيام وفي سائر الأعمال ، وتأمل بعد ذلك أعظم هدية من الله بعد ذلك ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .. رواه البخاري ومسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .. رواه البخاري ومسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .. رواه البخاري ومسلم .
( إيمانًا : يعني تصديقًا بوعد الله -عز وجل- الذي أخبر به للقائمين والصائمين، واحتسابا : يعني طلبًا للأجر ؛ لأنه قام مصدقًا بوعد الله - عز وجل - محتسبًا الثواب منه -سبحانه وتعالى ، لا يقوم رياء ولا سمعة ولا لأي أمر من أمور الدنيا، بل هو لله ) *.
إن علينا عندما نتجول بين الطاعات في رمضان وغيره ، أن نصفي النية من شوائب الدنيا وحظوظ النفس ، لكي يرى الله هذه الطاعة صادقة صافية ، وهذا أمر قلبي يحتاج أن يعوِّد الإنسان نفسه على تجديد النية وتأطيرها على الصدق والنقاء ..
وما أجمل ما قاله السوسي عن الإخلاص حيث قال : ( الإخلاص هو فقد رؤية الإخلاص ، فمن رأى في نفسه إخلاص ، فإن إخلاصه يحتاج إلى إخلاص ) ..